عالم الاعمال
قد مضى الزمن الذي كان يعتبر الوظيفة أمانا أو ضمانة لتحقيق الأحلام والظفر بالحياة الكريمة ،نعم كان هذا منذ أمد بعيد وقد ولت أيامه ولم يعد من المنطق بمكان الركون إلى مثل هذا التفكير في وقتنا الحالي..
وفي عالم جديد يتطلب عناصر ومفردات جديدة للنجاح والتفوق ولا يعترف بالماضي ،صرنا نسمع باستمرار مصطلحات مستجدة متعلقة بهذا العالم الجديد ،وصارت هذه المصطلحات تتكرر كثيرا حتى اعتادتها آذاننا.. على سبيل المثال هل من أحد لم يسمع مصطلح “عالم الأعمال” أو “ريادة الأعمال”؟
لا أعتقد أن أحدا لم يسمع على الأقل بهذا المصطلح ،فريادة الأعمال Entrepreneurship هي المحور الأهم الذي يتشكل عبره العالم الجديد ،وهو ما جعلنا نفتتح الحديث بأن عهد الوظيفة قد انتهى.. ذلك أن العمل الحر والمشاريع المستقلة التي يتألف منها عالم الأعمال ،قد صارت الواجهة الأنسب للعصر الحديث والوسيلة المثلى للتجاوب مع متطلباته المتغيرة والمتجددة ،بالقدر الذي لا تستطيع الوظائف الحكومية مجاراته.. وريادة الأعمال ليست بالظاهرة الجديدة تماما ،بل إنها في واقع الأمر تعتبر ظاهرة قديمة ،نشأت وظهر اسمها المميز في القرن الماضي مع الخمسينيات على يد مجموعة من خبراء الاقتصاد مثل جوزيف شومبيتر ولودفيج فون ميزس وفريدريش فون هايك وغيرهم ،وتأثرت بعدد من العلوم الإنسانية كالتسويق والاقتصاد والإدارة الاستراتيجية وغيرها ،وتطورت بموجب تأثرها بهذه العلوم عبر السنين والعقود حتى صارت الآن من المفردات الأساسية للحياة..